تمرين نووي لحلف الناتو في بحر الشمال

 

كل العالم يتابع واحدة من أكبر أزمات النووي في الشرق الأوسط ، بين إيران والغرب -لا أريد أن أدخل في التفاصيل- ولكن أسلط الضوء على التمرين النووي الذي يروم الناتو اطلاقه خلال أيام، هذا التمرين إنما يعطي انطباعاً أن السلاح النووي مهما بدا مكروهاً منبوذاً ملعوناً في أدبيات السلام، فإنه يبقى أقوى سلاح ردع خصوصاً لدول مثل الدول الأوروبية التي شهدت جيوشها تراجعاً عسكرياً وهذا لعدة أسباب أهمها الاعتماد على المظلة الامريكية في حلف الناتو والميل الى نزعة السلم بعد الحرب العالمية الثانية والتوجه نحو التركيز على الاقتصاد.

ولكن ما أن شرعت روسيا بحرب مع أوكرانيا، حتى استفاق الأوروبيون من فنتازيا السلام التي استمرت منذ معركة برلين وانتحار 8تلر ليكتشفوا بأنهم غير مستعدين عسكرياً بما يكفي لمواجهة روسيا، خصوصاً وأن ترامب قال إنه لن يدافع عن الدول الأعضاء في الناتو إذا لم تلتزم بالمساهمة المالية التي يراها عادلة.

أعود إلى التمرين “Steadfast Noon” الذي يستعد له الناتو، فالمناورات التي ستقودها هولندا بمشاركة 14 دولة و71 طائرة، ليس مجرد تدريب عسكري، بل هو في جوهره استعراضٌ استراتيجي لقوة الردع النووي الغربية في لحظة عالمية شديدة الحساسية، ومهما نفى الناتو انها موجهة الى روسيا، لكن يمكن قراءته في ضوء تصريحات الرئيس بوتين بإن روسيا تخوض بالفعل “سباق تسلح نووي” مع القوى الكبرى، وأنها ستكون مستعدة لاختبار سلاح نووي جديد إذا فعلت امريكا ذلك، وأن بعض الدول تجري تجارب نووية جديدة!

كل هذا يعيدنا الى الواقعية السياسية، أن الاسلحة النووية مهما بدت قذرة فإنها تمنح سلام بقدر ما تمنح قوة في زمن التهديدات.