ما بين ريتشارد نيكسون ودونالد ترامب الكثير من التشابه…
يحسب للأول أنه أخرج الصين الماوية من دائرة المعسكر الشرقي في سبعينيات القرن الماضي، وأقحمها في المنظومة الاقتصادية الرأسمالية عبر بوابة الانفتاح الاقتصادي والانفراج في العلاقات الغربية الصينية، وهو ما انعكس إيجابا على صعود الصين..
ويحاول الثاني لعب اللعبة نفسها مع روسيا بوتين عبر تحقيق الانفراج في العلاقات الأمريكية الروسية وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الغرب، بتحفيزات أكثر ما دامت روسيا خارج العشر اقتصاديات الاقوى في عالم اليوم…
كانت غاية الولايات المتحدة الأمريكية في عهد الرئيس نيكسون (1969-1974) هي عزل الاتحاد السوفياتي وتحقيق تغيير في توازن القوى في الاتجاه الذي يضعف قوة ونفوذ المعسكر الشرقي..
أما غاية ترامب هي إقحام روسيا في المنظومة الغربية بالطرق الناعمة، وربما الهدف الخفي هو محاصرة النفوذ الصيني المتزايد وعرقلة تطورها الاقتصادي الذي قد يفوق الولايات المتحدة إذا استمر بالوتيرة المتسارعة…
المفارقة أن نيكسون كان إلى جانبه الداهية الواقعي هنري كيسنجر، الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي، وبعدها منصب وزير الخارجية، وكان له الدور الكبير في هذه اللعبة، بل أنه رشح لجائزة نوبل بسبب مساهمته في سياسة الانفراج مع القوى الشرقية، بما في ذلك دوره المحوري في إنهاء حرب الفيتنام..
أما ترامب فهو يضع نفسه مرشحا فوق العادة للجائزة نفسها، ويحاول جاهدا إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية لتحقيق الأهداف نفسها…
هل سينجح ترامب في إقناع روسيا بالإغراءات الغربية؟ أم أن روسيا ستكون اكثر تشددا في المسألة الأوكرانية؟
