المنظومة الدولية تضحك على الدول المتوسطة ودول العالم الثالث والتي لديها موارد طبيعية ” بالدبلوماسية” وتقودها غصباً عنها بقوة السلاح..
ولا تكتفي، بل عقدت عملية التسليح، بحيث تحتكر الدول العظمى القوة .. السؤال هو: هل يمكن تغيير المعادلة؟ نعم يمكن، عندما يُجمع أصحاب القرار على التصرف كدولة، لأن اسلحة اليوم لم تعد تقليدية بالمفهوم العسكري بل شملت عمليات نوعية، دخول الدرونز الرخيصة الكلفة على خط المواجهة، الإتكال على الجهد الاستخباراتي، استخدام العقول في إدارة المعارك السيبرانية واستخدام الفكر كسلاح بيد جيش من الإعلاميين للدفاع عن الدولة واختراق السرديات الدولية، هذه الأساليب تمثل الردع والأهم عامل الوقت الذي يسمح للدولة تعضيد ترسانتها العسكرية.
وهناك أساليب أخرى، ولكن ما سواها، يُصعب على الدبلوماسية أن تصمد لوحدها، لأنها بحاجة الى أن تستند الى عمق، وهذا مثلاً ما تفعله إيران الآن، رغم قصف مفاعلها النووية، وبينما صار قادتها العسكريين يقولون ” أفضل دفاع هو المواجهة” يواصل وزير الخارجية عراقجي بنفس طويل الحوارات الدبلوماسية مع الأطراف الأوربية ومع أن الأخيرة ضغطت آلية الزناد، ولكن ايران تستغل المسارات الدبلوماسية حتى آخر رمق، مستندة بذلك الى نظام صاروخي ردعي، وتكنولوجيا نووية حصيلتها ٤٠٠ كغم يورانيوم المخصب.
ومثلها تركيا، رغم انه عضو في الناتو، إلا أنها لم تنصاع بالمطلق للمنظومة الغربية، بل أشترت نظام دفاع الجو الروسيS400 رغم التهديدات الأمريكية واستبعادها من تصنيع الطائرات الشبحية F35، فذهبت لتصنيع طائرات قآن Kaan الشبحية- الجيل الخامس! المسار الناعم التركي، ما كان يمكنه المناورة بين واشنطن وموسكو لولا أنه يستند الى قوة صلبة وهذا ما يسميه جوزيف ناي ” القوة الذكية” وهو الاندماج الناتج عن القوة الناعمة والصلبة.
اما انت أيها العزيز، في هذه البلدان التي تصر أن تكون خارج العصر، مهما وقعت من اتفاقات وتعهدات لتتجنب الصراعات والحرب؛ سيضعون المسدس صوب دولتك.
