غزة تعاني من الجوع، أخيراً، أقر العالم بذلك دون مواربة، رغم محاولات إسرائيل اخفاء هذه الحقيقة، والكذب على الواقع والعالم.
كما أن الاستمرار في التعامل مع غزة كأرقام فقط أمر مخزي ومقرف، غزة بشر لهم اسماء وأرواح يتألمون يصرخون من الجوع والألم، والموجع أن العالم لم يرى كل ذلك إلا الآن، كما أن الاستمرار في تحويلهم إلى فرجة تستثمرها القنوات الأيديولوجية كارثة وجريمة يجب التوقف عنها فوراً.
كان يمكن إيقاف كل هذا الموت وكل هذا العذاب والمعاناة فقط لو قرر العالم ان يكون عادلاً منذ البداية، ولم يمارس كل هذه الحيادية ويقف متسمراً في مواجهة هذا الموت، لقد مارس الفرجة بينما آلة العدوان الإسرائيلية تسحق كل شيء، إبتداءاً من الأجساد الصغيرة إلمتألمة، لقد أضحت غزة سراباً وأثراً بعد عين، كل ذلك لم يحرك القانون الدولي ولا القوى العالمية المؤثرة، لقد تحولت إلى أصنام جامدة لا تحرك ساكناً، بينما فشل الجميع بالضغط على إسرائيل، إما لأنهم لا يريدون أو لأنهم أفشل من أن يطبقوا القانون.
غزة وصمة عار على جبيننا وعلى جبين العالم بأسره، وصمة عار يتلطخ بها القانون الدولي وهيئاته، الكل مشترك في هذه المأساة الإنسانية وإن كانت إسرائيل هي من يتربع على عرش هذه الجريمة البشعة بحق هؤلاء الضعفاء، وذنبهم الوحيد انهم وجدوا في طريق آلة عسكرية بلا ضمير أو اخلاق، والآن جاء الوقت لمحاسبة دولة الاحتلال على كل ذلك، وهذا يحتاج إلى إرادة سياسية وقوة ضمير.
