التعريفات الجمركية الأميركية: تداعيات واسعة على التجارة والاقتصاد

 

في خطوة تصعيدية ضمن النزاع التجاري مع الصين، فرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب تعريفات جمركية بنسبة 10%، بينما جرى تأجيل تطبيق رسوم مماثلة على كندا والمكسيك لمدة ثلاثين يومًا بعد اتفاق في اللحظة الأخيرة. وردت الصين سريعًا بفرض رسوم بنسبة 15% على واردات أميركية تشمل الفحم والغاز وسلع أخرى.

تشكل واردات الولايات المتحدة من الصين وكندا والمكسيك مجتمعة نحو نصف إجمالي وارداتها، التي تتجاوز 1.3 تريليون دولار سنويًا. ووفقًا لتحليل أجرته بلومبيرغ إيكونوميكس، قد تؤدي التعريفات الجديدة إلى انخفاض إجمالي الواردات الأميركية بنسبة 15%.

ويُتوقع أن تؤثر هذه الإجراءات بشكل خاص على قطاعات السيارات والطاقة والغذاء داخل الولايات المتحدة، لكن التأثير الأكبر سيقع على كندا والمكسيك، حيث تمثل التجارة نحو 70% من الناتج المحلي الإجمالي لكلا البلدين. وتعتمد المكسيك بشكل كبير على السوق الأميركية، إذ تتجه أكثر من 80% من صادراتها، بما في ذلك السيارات والآلات والمنتجات الزراعية، إلى الولايات المتحدة، مما قد يؤدي إلى تراجع ناتجها المحلي الإجمالي بنسبة 16% إذا فُرضت تعريفات بنسبة 25% على هذه السلع.

أما كندا، التي تصدر أكثر من 70% من بضائعها إلى الولايات المتحدة، فستتضرر بشكل أساسي في قطاع الطاقة، حيث يُرسل 80% من نفطها إلى الأسواق الأميركية.

في المقابل، تُظهر الصين مرونة أكبر نظرًا لاعتمادها الأقل على التجارة مع الولايات المتحدة، حيث عززت شراكاتها التجارية مع الاتحاد الأوروبي والمكسيك وفيتنام، ما قد يساعدها على التخفيف من تأثير الحرب التجارية المتصاعدة.