الفلسطيني جرى تهجيره بالقوة مرة واحدة قبل 76 سنة، ومن تعرضوا للخديعة منهم، يطالبون بالحق في العودة، وحصلوا على قرارات أممية تؤكد لهم هذا الحق مع التعويض..
بعد 7 أكتوبر، تعرضوا للتطهير وللابادة الجماعية، وقدموا نحو 50 الف شهيد بدل القبول بفكرة التهجير.
ثم يأتي اليوم ترامب وعرابيه ليحدثونا عن تهجير 1,5 مليون فلسطيني من غزة إلى الأردن ومصر، من أجل إعادة تعمير غزة لتكون “موناكو” الشرق الأوسط…
هذا مجرد هراء، لماذا؟
أولا، لن تقبل مصر ولا الأردن هذا الاقتراح. وقد رفضت مصر التهجير منذ اول يوم للعدان على غزة. ونتذكر كيف أن الرئيس المصري السيسي رفض مقترح التهجير نحو سيناء علانية، وهو الموقف الذي أكد عليه الجيش المصري بلغة حازمة كذلك…
ثانيا، رفضت مصر خلال المفاوضات بين حماس وإسرائيل بقاء الجيش الاسرائيلي في محور صلاح الدين/فيلاديلفيا من داخل غزة على الحدود مع مصر، وهو المطلب الذي تشبثت به حماس أيضا، إلى أن تم التوقيع عليه في اتفاق وقف إطلاق النار…
ثالثا، التهجير كان مطروح قبل 7 أكتوبر، ضمن اتفاق السلام المسمى “صفقة القرن”. حيث طرح على السعودية في إطار مشروع بناء مدينة “النيوم”، كما طرح على مصر في سياق إعادة هيكلة سيناء على الحدود مع غزة. كانت إحدى خلفيات تلك المشاريع الكبرى في البلدين، استيعاب مليون شخص من فلسطينيي غزة، لكن مع رحيل ترامب سنة 2020، تراجعت السعودية ومصر عن تلك الأهداف…
رابعا: لا شك أن إحدى مكاسب أحداث 7 أكتوبر إسقاط فكرة التهجير القسري بالضبط، باعتبارها إحدى بنود صفقة القرن، والثمن 50 الف شهيد و120 الف بين معطوب وجريح.
وعليه، يتصور ترامب أن التلاعب بورقة إعادة إعمار غزة، قد يخضع قوى المقاومة والشعب الفلسطيني للأفكار المعتوهة لترامب او غيره. وهو تصور واهم.