أنقذوا شمال غزة من خطة الجنرالات

خطة الجنرالات هي خطة اقترحها جنرال سابق هو غيورا آيلاند على نتنياهو الذي وعد بدراستها وتبناها عدد كبير من جنرالات الجيش لذلك تمت تسميتها بخطة الجنرالات، وباختصار فإن هذه الخطة تقضي بإخلاء منطقة شمال قطاع غزة من سكانه، وحصار من تبقى من المسلحين وتحويل المنطقة إلى منطقة عسكرية مغلقة. وتفترض الخطة أن الحصار هو الطريقة الأكثر فعالية لإنهاء الحرب وأنه يقلل عدد القتلى من جنود الإحتلال الإسرائيلي. كما تفترض الخطة أن السيطرة على شمال غزة يمكن أن تجعل السكان الفلسطينيين في بقية أماكن غزة ينتفضون ضد حركة حماس.
ويوجد في هذه المنطقة حاليا 400 ألف فلسطيني يرفضون مغادرة بيوتهم ويصرون على البقاء رغم كل القصف الإسرائيلي وضعف دخول المساعدات الإنسانية ولذلك فإن الخطة تقول انه ينبغي استهداف المنطقة بالقصف لمراكز الإيواء والمستشفيات العاملة وتقليص المساعدات الإنسانية لإجبار السكان على الخروج ومن ثم حصار المنطقة حصارا مطبقا وقصف ما تبقى مراكز الإيواء وقطع جميع المساعدات الإنسانية بشكل كامل مما يجعل من تبقى من المقاومين أمام واحد من خيارين إما الاستسلام أو الموت جوعا.
وإذا ما لاحظنا فإن هذه الخطة المعلنة التي تفتقر لأدنى المعاني الأخلاقية والتي تعبر جريمة حرب وفق القانون الدولي تنسجم مع أفكار كل من وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي ايتمار بن غفير اللذين يريدان إعادة مشاريع الاستيطان لقطاع غزة وقد طالب الوزيران وأنصارهما من أوساط اليمين بهذه الإجراءات منذ بداية العدوان على غزة.
وفي الواقع نرى أن هذه الخطة بدأ تطبيقها منذ عدة أسابيع مع قصف عشرات من مراكز إيواء النازحين في شمال غزة وقيام عدد من جنرالات الجيش الذين يقودون العمليات شمال غزة وفي غلاف قطاع غزة بتقييد دخول المساعدات الإنسانية مما أدى إلى توقف 5 مخابز من أصل 6 مخابز في شمال غزة عن العمل بشكل كامل بسبب عدم توافر الوقود، ومنذ أسبوع تقريبا بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ حصار مطبق على مخيم جباليا.
فلننقذ شمال غزة من خطط المرضى النفسيين القتلة!
إن واضع هذه الخطة هو شخص مجرم مريض نفسيا متعطش للقتل وهو يعتبر أحد الضباط المفكرين داخل الجيش والذي شغل منصب مدير مديرية التخطيط في الجيش، وقد ترقى ليصبح جنرالا ورئيسا لمجلس الأمن القومي ومنذ بداية العدوان وهو يدعو إلى تجويع سكان غزة حتى الموت ويرى آيلاند أن تجويع السكان هو المدخل الوحيد لدولة الاحتلال الإسرائيلي لإنجاح هدف تثوير سكان غزة ضد حكم حماس نتيجة للتجويع.
وكان آيلاند قد تحدث سابقا عن أن انتشار الأوبئة في قطاع غزة سيقرب اسرائيل من النصر وسيقلل من الخسائر في صفوفها وكان يقول «ان المجتمع الدولي يحذرنا من كارثة انسانية في غزة ولكن يجب ألا نخجل من هذا لأنه يقرب من النصر». وقال آيلاند ان الحرب بين الدول لا تحسم بالصراع العسكري فقط بل من القدرة على كسر منظومة الخصم وقدراته الاقتصادية وبالتالي محظور على إسرائيل أن توفر للطرف الآخر أي قدرة تمدد طول نفسه».
هذه الخطة التي تحولت إلى التطبيق هي خطة إجرامية وحشية تم إعلانها والترويج لها والآن يتم تطبيقها أمام مرآى العالم كله ومصير 400 ألف فلسطيني في شمال غزة هو مسؤولية الجميع. إن هذه الجريمة هي استمرار لجريمة الإبادة الجماعية. لابد أن تتحرك الدول والمؤسسات الدولية ومجلس الأمن وكل الفاعلين في مختلف المجالات ولابد أن يتم العمل بطرق مختلفة عن الطرق السابقة فإسرائيل لم تلتفت لا لنداءات ومطالبات المؤسسات والمحاكم الدولية ولا لدعوات منظمة التعاون الإسلامي أو الجامعة العربية أو أي طرف آخر كما أن الولايات المتحدة لا تقوم بضغط كاف وهناك تصور أنها متواطئة.
ما يحدث لا ينبغي السكوت عليه لابد من التحرك لإدانة هذه الجرائم وفضحها وإيقافها فما يحدث هو إجرام غير مسبوق وتغول على كل الإنسانية وليس فقط على شمال غزة ولابد لكل إنسان لديه ضمير حي أن يتحرك.