تطبيق مراسلة فورية مجاني، يعرف عن نفسه بأنه “منصة داعمة لحرية التعبير”، وهو أحد أكثر 5 تطبيقات تحميلا في العالم، ويستخدمه قرابة 900 مليون مستخدم حتى عام 2024.
يقع مقره في دبي بالإمارات العربية المتحدة، وأسسه الأخوان الروسيان نيكولاي وبافيل دوروف عام 2013، ويتهم بأنه صار “ملاذا للمتطرفين والإرهابيين والعنصريين” بسبب ميزة التشفير التام التي يوفرها.
تعرضت المنصة لانتقادات متكررة، وواجهت اتهامات بـ”عرض محتوى مضلل” عن الحرب الروسية الأوكرانية والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2024. ومع ذلك، نادرا ما يغلق تليغرام أي قنوات بدون طلب من جهات إنفاذ القانون أو الهيئات التنظيمية.
وأكد المؤسس بافيل دوروف أن تليغرام “سيظل محايدا وبعيدا عن أي تأثيرات جيوسياسية”، وهو موقف أكسبه مدحا ونقدا على حد سواء.
يقع مقر فريق تطوير تليغرام في دبي، وينحدر معظم مطوريه من مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، وقد اضطر الفريق لمغادرة روسيا بسبب اللوائح المحلية المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات، وتنقل في عدة مدن منها برلين ولندن وسنغافورة، حتى استقر بالنهاية في دبي.
المميزات
للبرنامج كثير من الخصائص التي تميزه عن غيره من التطبيقات، منها:
إمكانية إرسال الرسائل النصية والوسائط المتعددة والملفات باختلاف أنواعها، بحجم يصل إلى اثنين غيغابايت للمرة الواحدة.
إنشاء مجموعات كبيرة تضم حتى 200 ألف عضو.
إنشاء قنوات بث لمتابعين غير محدودين، ويمكن لأي أحد الانضمام إليها.
إمكانية تعيين مدراء بمزايا متقدمة للحفاظ على النظام داخل هذه المجموعات.
يجمع تليغرام بين وظائف الرسائل النصية والبريد الإلكتروني.
يدعم التطبيق المكالمات الصوتية والمرئية المشفرة والدردشات الصوتية الجماعية.
يمكن استخدامه على مختلف الأجهزة (هاتف ولابتوب ومتصفح ويب مثلا)، وفي الوقت نفسه بكل سلاسة مع تزامن فوري.
لا يشغل مساحة كبيرة (100 ميغابايت فقط) لدعمه ميزة إدارة التخزين المؤقت والتخزين السحابي.
يتيح خاصية الدردشات السرية، وإمكانية التدمير الذاتي للرسائل والصور والفيديوهات.
يمكن تأمين التطبيق بكلمة مرور إضافية.
يدعم النظام البرمجي (إيه بي آي) ومع وجود كود تليغرام مفتوح، يتيح للمطورين إنشاء تطبيقات تليغرام خاصة بهم (بوت).
أسس الأخوان بافيل ونيكولاي دوروف منصة “تليغرام” في أغسطس/آب 2013 وأطلقاها في البداية على أجهزة “آي أو إس”، وتكلف بافيل بتوفير الدعم المالي، في حين ركز نيكولاي على تطوير البرنامج
وأُطلق الإصدار التجريبي للتطبيق على نظام أجهزة “أندرويد” يوم 20 أكتوبر/تشرين الأول 2013. منذ ذلك الحين، ظهرت المزيد من الخدمات داخل تليغرام أنشأها مطورون مستقلون باستخدام المنصة المفتوحة للتطبيق نفسه.
عكف الأخوان دوروف على جعل المنصة مشفرة بالكامل، بشكل يحمي رسائل المستخدمين، وأصبحت لا يمكن الوصول إليها حتى من الشركة الأم، الأمر الذي سبب جدلا كبيرا وحاربته كثير من الدول.
نما تليغرام سريعا من 45 مليون مستخدم نشط في عام 2014، ثم وصل عدد مستخدميه إلى أكثر من 900 مليون مستخدم حول العالم في 2024، مع قاعدة جماهيرية كبيرة في روسيا وأوكرانيا ودول الاتحاد السوفياتي السابق.
أشارت رابطة مكافحة التشهير عام 2015 إلى استعمال تنظيم الدولة الإسلامية تطبيق تليغرام بعد اكتشافها قنوات مرتبطة به.
وعام 2019 وصفت الرابطة برنامج “تليغرام” بأنه الملاذ الآمن الأخير للمتعصبين للعرق الأبيض”.
وعقب هجمات باريس 2015، أعلن بافل دوروف حظر القنوات العامة لتنظيم الدولة، مع ذلك لم تحذف أي منصات أخرى اتهمتها بعض الدول بالإرهاب.
وفي عام 2018 حجبت السلطات الروسية التطبيق، بعد أن رفضت الشركة الامتثال لأمر قضائي بمنح أجهزة أمن الدولة إمكانية الوصول إلى رسائل مستخدميه المشفرة.
وفي العام نفسه رفعت السلطات الإيرانية القيود عن تطبيق تليغرام، بعد أن كانت قد حجبته أواخر ديسمبر/كانون الأول 2017 إثر اندلاع مظاهرات للمعارضة في عدد من المدن الإيرانية.
وعام 2023 وصفت مجلة “ذا أتلانتك” التطبيق بأنه “أهم تطبيق في العالم” للدور الذي لعبه في تمرد قائد مجموعة فاغنر آنذاك يفغيني بريغوجين ضد الحكومة الروسية، إذ استعمله للتواصل مع متابعيه أثناء التمرد.
وفي مقابلة أجراها بافيل مع الصحفي الأميركي تاكر كارلسون في أبريل/نيسان 2024، تحدث عن الضغوطات التي تعرض لها من حكومات متعددة، منها محاولات السلطات الأميركية لإنشاء “باب خلفي” في تطبيق تليغرام.
وذكر دوروف أن عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) حاولوا إقناع أحد مهندسيه بإدراج أدوات مفتوحة المصدر في الكود البرمجي للتطبيق تمكّنهم من التجسس على المستخدمين.
وبدورها، كشفت صحيفة لوموند الفرنسية في أغسطس/آب 2024 أن قنوات مخصصة للإعلان عن وظائف ومناصب شغل على تطبيق تليغرام تحولت إلى منصات لتسويق المخدرات في فرنسا وتوظيف مروجيها في أعمال إجرامية.