القيم التربوية ودورها في الأديان السماوية

المفهوم الأخلاقي للقيم سمة يتسم بها الدين الإسلامي في نظرته الشاملة والمدركة لكل القضايا في ادق تفاصيلها الدقيقة فهو قائم على أساس الخضوع لتأثير الهي . ويدعو إلى بناء متكامل للحياة الإنسانية الإنسانية وسعيه إلى تامين حاجاته الأساسية وتنمي أوضاعه المادية باتجاه الرفاه والسعادة التي تحققها له البيئة وعناصرها إن الإسلام جاء هدفاً إلى إقامة كيان موحد مزيلاً ومناهضاً لكل الممارسات التي من شأنها تسبب في الاذى بكل مقدرات البيئة، وتعدّ القيم التربوية ذات دورٌ أساس في توفير الشروط اللازمة لنمو الفرد عقليا واجتماعياً ووجدانياً . إذ أن التفاعل المتبادل ما بين الفرد ومحيطه يوفر فرصة للعمل الصالح الذي يتجلى في ترسيخها واقتلاع القيم السلبية التي تعوق حركة التنمية وتأخر تطور المجتمع الإنساني . إذ أن الغاية الأساس هو بناء الإنسان المتحضر القادر على العمل والإصلاح والبناء وفق الأهداف العامة المخطط لها من لبناء المجتمع المتكامل وخلق حياة امنة ومستقرة يضمن له مستقبلاً مشرقاً ومتفائلاً عن طريق تفاعله الإيجابي مع مقدرات البيئة ومكوناتها الأساسية . عملت القيم التربوية على استمالة الأمم والشعوب التي اختلطوا بها إلى الإسلام ، وذلك بما آتاهم الله من حجة ظاهرة وخلق قويم ودين ميسر تقبله الفطر ولا تستغلق عن فهم مبادئه العقول. ولم تعمد القيم التربوية طوال التاريخ الحضاري العظيم إلى إجبار الشعوب أو الأفراد الذين تحت ولايتهم ، وذلك تطبيقاً لمجموعة من المبادئ التربوية التي رسخت فيهم هذا السلوك ومنها ضمان حرية المعتقد فالتعدّد في المخلوقات وتنوّعها سنة الله في الكون وناموسه الثابت ،وطبيعة الوجود في الكون أساسها التّنوّع والتّعدّد. واختلاف البشر في شرائعهم هو واقع بمشيئة الله تعالى. اماالتكريم الإلهي للإنسان ومبدأ عدم الإكراه على الدين في مفهومه القيمي التربوي هو احترام النفس الإنسانية. ويأتي العدل في المعاملة ورفع الظلم ومن القيم التربوية ودورها في الديانات السماوية المُثل ومكارم الأخلاق التي جاء الإسلام لحمايتها وتتميمها كالعدل، والعدل غاية قريبة ميسورة إذا كان الأمر متعلقاً بالدين أو النسب، وغيرها مما يتعاطف له البشر وهذا يظهر إذا تباينت الأديان وتعارضت المصالح ليأتي التكافل الاجتماعي ليعد من أهم الضمانات التي تقدمها القيم التربوية (لغير المسلمين )الذين يقيمون في المجتمع المسلم كفالتهم ضمن نظام التكافل الإسلامي. والقيم التربوية من المفاهيم الجوهرية في جميع مجالات الحياة ، وهي تمس العلاقات الإنسانية بجميع صورها وذلك لأنها ضرورة اجتماعية واخلاقية وذات بعد تربوي مهم ولأنها معايير واهداف لابدّ أن نجدها في كل مجتمع منظم سواء كان متأخراً أو متقدماً ، تتغلغل في نفوس الافراد وفي شكل اتجاهات ودوافع وتطلعات وتظهر في السلوك الظاهري الشعوري واللاشعوري.

جامعة بغداد- مركز البحوث التربوية والنفسية