عقدت الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي في بكين يوم 30 مايو عام 2024، ويحظى البيان المشترك بين الصين والدول العربية بشأن القضية الفلسطينية باهتمام وسائل الإعلام العربية. ويعكس هذا البيان دورَ الصين النشط في شؤون الشرق الأوسط.
منذ فترة طويلة، ومع تدمير الولايات المتحدة لأسس محادثات السلام بين فلسطين وإسرائيل، لقد شهدنا تهميش القضية الفلسطينية على المسرح الدولي. ظلت الصين تدعم حقق فلسطين وشعبها، وتدفع إلى حلول عادلة عبر وسائل مختلفة. وبعد يوم السابع من أكتوبر، أصبحت سياسة الصين تجاه فلسطين أكثر وضوحا، حيث تدعم الصين بشكل حازم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
- تؤكد الصين دائما على أن قضية فلسطين هي القضية الجذرية للسلام في الشرق الأوسط. تدعم الصين عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة في سياق الأمم المتحدة.
تعارض الصين تهميش القضية الفلسطينية في المجتمع الدولي. تعتقد الصين أن السبيل إلى حل الصراع هو تنفيذ “حل الدولتين” في أقرب وقت ممكن، ومن خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة داخل حدود عام 1967،وعاصمتها القدس، واستعادة الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، وتحقيق التعايش السلمي بين فلسطين وإسرائيل. وتبذل الصين جهودا ناشطة لتنفيذ “حل الدولتين” بين الجانبين، وترغب الصين في تقديم مساهمات أكبر لتعزيز المصالحة في فلسطين. وترى الصين أن انضمام فلسطين إلى الأمم المتحدة هي الخطوة الأولى نحو “حل الدولتين”.
- قدمت الصين مساعدات إنسانية طارئة مثل الغداء والدواء إلى قطاع غزة.
تعتقد الصين بأن ينبغي ضمان الاحتياجات الاقتصادية والمعيشة لفلسطين، ويجب على المجتمع الدولي زيادة المساعدات التنموية والمساعدات الإنسانية لفلسطين. لقذ قدت الصين دفعات متعددة من الإمدادات الإنسانية الطارئة مثل الغذاء الدواء والجبوب الإمدادات الطبية إلى رفح، قطاع غزة عبر مصر.
- تبذل الصين جهودا حثيثة للوقف إطلاق نار فوري ومستدام في غزة في إطار الأمم المتحدة.
في نوفمبر 2023، تولت الصين الرئاسة الدورية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحددة. وفي 15نوفمبر، اعتمد مجلس الأمن قرارا رقم 2712، وهو أول القرار الذي يصدره المجلس بشأن قصية فلسطينية. ومركّزا على مسألة الإغاثة الإنسانية. يعكس هذا القرار الدور البنائي الذي تلعبه الصين في تخفيف الصراع بين فلسطين وإسرائيل ضمن إطار الأمم المتحدة. في 29 من نوفمبر 2023، وبمبادرة من الصين، عقد الرئيس الدوري لمجلس الأمن اجتماعا رفيع المستوى حول القضية الفلسطينية، وقدمت الصين رسميا “ورقة موقف لجمهورية الصين الشعبية عن تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي”، ومؤكدا أن مجلس الأمن يتحمل المسؤولية الأولى للحفاظ على السلم والأمن الدوليين، ويلعب دورا إيجابيا وبناء في القضية الفلسطينية. ويطرح الصين المقترحات الخمسة، مما يحتوي على وقف إطلاق النار وإنهاء القتال على نحو شامل، حماية المدنيين بخطوات ملموسة، ضمان الإغاثة الإنسانية، تعزيز الوساطة الدبلوماسية وإيجاد حل سياسي.
في الختام، في ظل تعقيد عملية السلام في الشرق الأوسط، تقدمت الولايات المتحدة وإسرائيل بشكل أحادي ب” اتفاقيات إبراهيم”، تعكس السياسة الصينية تجاه فلسطين بعد السابع من أكتوبر تصميماً متزايداً على دعم حقوق الفلسطينيين والسعي نحو سلام دائم في الشرق الأوسط من خلال تعزيز المساعدات الإنسانية، والتأكيد على أهمية حل القضية الفلسطينية كشرط لتحقيق السلام الإقليمي، والدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار، ودعم العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة، تبرز الصين كلاعب رئيسي في الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق العدالة والاستقرار في المنطقة. هذه السياسات تعزز دور الصين كداعم ثابت للقضية الفلسطينية وتؤكد على التزامها بتحقيق السلام من خلال الحلول الدبلوماسية والإنسانية العادلة.