تقول القيادات السياسية العراقية أن العراق يعيش حالة استقرارٍ أمني لم يشهدها من قبل، تتواصل هذه التصريحات في وقتٍ يبدو أن عقد الهدنة ما بين الفصائل المدعومة ايرانيا وامريكا.
مؤخراً أُطلقت ضربة باتجاه قاعدة للتحالف في سوريا من بلدة زمار، وزمار ناحية تابعة لقضاء تلعفر في محافظة نينوى، ووُجهت اخرى الى قاعدة عين الاسد في الانبار، قوات التحالف ردت على ضربة زمار بضرب شاحنة في ذات البلدة كانت معدة لإطلاق صواريخ أخرى.
استئناف الضربات هذه، عاد بمجرد عودة السوداني الى العراق من زيارة رسمية الى واشنطن، طبعا، لا يمكن عزل السياق الدولي عن خرق هذه الهدنة التي بدأت منذ شهر شباط، فمطلع شهر نيسان، قصفت اسرائيل السفارة الايرانية في دمشق، في خطوة تصعيد غير مسبوقة بين بلدين حافظا على ايقاعٍ من حروب الوكالة، مما دفع ايران لعدة اعتبارات الرد المباشر وضرب اسرائيل بأكثر من ٣٠٠ مسيرة وصاروخ، وذكرت تقارير أن الضرباتِ طالت مفاعل ديمونة الاسرائيلي في صحراء النقب، زامنت هذه الضربة مع سفر السوداني الى واشنطن، وعلى نحو آخر، اعادت اسرائيل ضربة انتقامية باستهداف موقع نووي ايراني في اصفهان، وفيما لم تصرح اسرائيل عن الضربة وقللت ايران من شانها مدعية أنها مسيرة، إذ يبدو ان كلا البلدين يجنحان الى تخفيض؛ ذكر مسؤولون امريكون أن الضربة الاسرائيلية نُفذت بصاروخ ولم تشترك واشنطن بها، وتحدث محللون عن كونها تعتبر رد اعتبار لاسرائيل التي أرادات ان تقول انها قادرة على اختراق الدفاع الجوي الايراني.
على اي حال، كل ضربة بمسيرة او صاروخ تحمل على رأسها رسالة أما سياسية او أمنية، فما هي الرسائل التي تحملها هذه الضربات لرئيس الوزراء العراقي؟ هل تعني رفض مخرجات زيارته من قبل الفصائل؟ وما الذي تعنيه من الجانب الامريكي- الاسرائيلي حيث قصف موقع كالسو العسكري في محافظة بابل بعد يوم من ضرب اصفهان، ولماذا سارعت كل من امريكا وإسرائيل لنفي المسؤولية عن هذه الضربة، فيما لم تتبنى او تنفي اسرائيل ضرب اصفهان؟ طيب، ماذا عن الانسحاب الامريكي من العراق؟ في ضوء شدة التوتر الدولي، هل تنسحب امريكا من العراق فعلاً فتقدم نفسها كخاسر عسكري بينما هي تزيد من تعزيزاتها العسكرية في منطقة الشرق الأوسط! وهل تسمح لايران بالشعور بالنجاح السياسي جراء هذا الانسحاب مثلما منحتها الشعور بالراحة الامنية والسياسية من انسحابها من افغانستان منذ تولي بايدن السلطة، الحقيقة الاسئلة كثيرة ولعل أهمها، هل العراق قادر فعلاً على لعب هذا الدور الدولي المحوري بينما تبدو الحكومة عاجزة عن السيطرة عن انفعالات الفصائل وردود التحالف الدولي.