ماذا لو كانت إيران تمتلك القنبلة النووية بالفعل؟

نشرت مجلة “الأتلانتك” الأمريكية تقريرا، استعرضت فيه التهديد الذي يشكله البرنامج النووي الإيراني.

وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته “عربي21″، إن إيران شهدت خلال الأشهر القليلة الماضية وحدها اشتباكات مع إسرائيل وباكستان، وتحطم طائرة هليكوبتر أسفر عن مقتل الرئيس ووزير خارجيته، ولكن على الرغم من هذه الأحداث المذهلة، فإن التغييرات الأكثر أهمية في إيران غالبا ما تحدث تدريجيا، وبدرجات غير محسوسة.

وأضافت أن أحد هذه التغييرات استغرق بعض الوقت قبل أن يتم تسجيله، لكنه أصبح الآن واضحا للجميع: ففي خروج حاد عن السياسة التي استمرت لسنوات، يهدد كبار المسؤولين الإيرانيين الآن علنا ببناء واختبار قنبلة نووية.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال كمال خرازي، وزير الخارجية السابق، إن طهران لديها القدرة على صنع قنبلة نووية، وإذا واجهت تهديدات وجودية، فإنها يمكن أن “تغير عقيدتها النووية”.

وأضاف في مقابلة مع قناة الجزيرة العربية في 9 أيار/ مايو، إنه “عندما تهدد إسرائيل الدول الأخرى، فإيران لا يمكنها أن تجلس صامتة”.

وللتأكيد على أن هذا لم يكن خطأ، كرر موقفه بعد بضعة أيام، عندما ألقى كلمة أمام مؤتمر عربي إيراني في طهران.

وذكرت المجلة أن خرازي ليس مجرد دبلوماسي قديم، فهو يرأس هيئة استشارية في مجال السياسة الخارجية ترفع تقاريرها مباشرة إلى المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، الذي عين خرازي أيضا في مجلس تشخيص مصلحة النظام، ولم يكن ليتحدث دون مباركة خامنئي.

وبينت المجلة، أن اعتراف المسؤولين الإيرانيين علنا بإمكانية سعي إيران للحصول على سلاح نووي أمر بالغ الأهمية، ويمثل تقويضا للمحرمات السابقة.

ففي سنة 2002، كشفت وكالات الاستخبارات الغربية عن البرنامج النووي السري الإيراني.

ولسنوات عديدة بعد ذلك، أصر قادة طهران بشكل قاطع على أنه كان جهدا مدنيا وليس له أبعاد عسكرية. بل زُعم إن خامنئي أصدر فتوى تحرم حيازة واستخدام الأسلحة النووية.

وكانت الفتوى دائما مجرد ذريعة على أي حال، وفقا للتقرير.

وأردفت المجلة، بأنه بموجب مبادئ الإسلام الشيعي، يستطيع آية الله إلغاء معظم الأحكام متى شاء، وبالتالي، لم تكن مقولة “لا نستطيع صنع قنبلة لأن لدينا فتوى” حجة مقنعة على الإطلاق، حتى من منظور ديني بحت.

وتابعت “بأن الاحتجاج المتكرر بالفتوى من قبل المسؤولين الإيرانيين جعل التفاخر باحتمال وجود قنبلة من المحرمات، وقد استمر هذا الحظر طوال السنوات الطويلة للمفاوضات النووية الإيرانية مع الولايات المتحدة وخمس دول قوية أخرى، أسفرت عن الاتفاق النووي التاريخي في سنة 2015”.

وحتى بعد انسحاب ترامب من هذا الاتفاق في سنة 2018، وإعادة إيران تنشيط برنامجها، ظلت الدولة الإسلامية ملتزمة بالحظر، ولم تصدر الجمهورية مثل هذه التهديدات لفترة من الوقت.

وأشارت المجلة في تقريرها، إلى أنه على امتداد السنتين الماضيتين، بدأ المسؤولون الإيرانيون في الإدلاء بتعليقات متفرقة تلمح إلى وجود تهديد نووي.

وفي سنة 2021، قال وزير المخابرات آنذاك محمود علوي للدول الغربية إنهم إذا دفعوا إيران لتصبح “قطة محاصرة”، فعليهم أن يتوقعوا منها أن تتصرف بهذا الشكل.

وأضاف: “إذا دفعونا إلى مثل هذه الاتجاهات، فهذا ليس خطأنا، في إشارة إلى نوايا البلاد النووية.

وقد تم تجريد هذه التلميحات في الأسابيع الأخيرة، حيث وجه العديد من المسؤولين المزيد من التهديدات المباشرة والمشابهة لتهديدات خرازي.

وتشمل قائمة أولئك الذين تفاخروا علنا بأن إيران قادرة على تصنيع أسلحة نووية، رئيس الوحدة العسكرية المسؤولة عن حماية المنشآت النووية الإيرانية، وعالم فيزياء نووية بارز عرف بأنه لعب دورا رئيسيا في البرنامج، ورئيسا سابقا للوكالة النووية.

وتتمحور النسخة الأكثر تطرفا من هذا التفاخر في أن إيران تمتلك بالفعل أسلحة نووية ولم تختبرها بعد، بحسب المجلة.

وقد صرح عضو سابق في لجنة السياسة الخارجية بالبرلمان بهذا الادعاء في العاشر من شهر أيار/ مايو الجاري.

وفي الشهر الماضي، عندما أدت الهجمات الإسرائيلية على مبنى قنصلية إيران في دمشق إلى تبادل إطلاق النار بين البلدين، أدلى المعلقون الإيرانيون المؤيدون للنظام بتصريحات لم يكن من الممكن تصورها في الماضي.

وقال محلل موالي للنظام، إنه إذا لم تتحرك الأمم المتحدة ضد إسرائيل، فيجب على إيران “ترك جميع المفاوضات النووية، والكشف عن ذلك الصبي الإيراني الجميل”، في إشارة واضحة إلى “الولد الصغير”، وهو نوع القنبلة الذرية التي استخدمتها الولايات المتحدة ضد هيروشيما سنة 1945.

وقال مهدي خراطيان، رئيس مركز أبحاث …